انطباعي عن نفسي أني معتدل جدا، وموضوعي في النظر، ربما أكثر مما ينبغي، ومتسامح مع المخالف إلى حد الإسراف تهاوى بعد قراءتي هذا الكتاب: "في الطريق إلى الألفة الإسلامية: محاولة تأصيلية ورؤية جديدة" لعبد الفتاح اليافعي.
تشاء الأقدار أن أقرأ هذا الكتاب بعد كتاب د. بكار: "فصول في التفكير الموضوعي"، وفي نفس الأسبوع.
ومع أن كتاب د. بكار يحظى بسمعة واسعة في الأوساط العلمية إلا أنه لم يشف غليلي، ربما لأنه يستهدف غير المتخصص بالأساس، فكان أن عَدَّلَ مِزاجي، وحوَّل خيبة أملي إلى انتعاش ونشوة، ثم بعد ذلك إلى صدمة فكرية، كتابُ اليافعي.
وهذه أفكار عابرة عن الكتاب:
- الكاتب تجاوز فكرة "التقريب" غير الواقعية التي يدندن حولها كثيرون ليعرض فكرة أخرى تتمثل في "التأليف".
في "التأليف"، لا يوجد تنازل عن الأفكار والمبادئ، والتصالح حول حلول وسط كما في "التقريب" بل هو يقوم على أسس ثلاثة:
1. تصحيح التصور عن المخالف،
2. وتصحيح الحكم على المخالف،
3. وتصحيح معاملة المخالف.
وقد دلَّل المؤلف لكل، وعرض لكل، ومَثَّل لكل، سلبا وإيجابا، في تاريخنا الإسلامي الثري بالحلو والمرّ.
- الكتاب مُسرف في النقول، وربما هذا هو سر قوته وتأثيره وسحره، لا سيما وهي نقول مختارة بعناية ومتنوعة ومن كل حدب وصوب.
- في الكتاب أخطاء طباعية غير قليلة، ونصوص غير موثقة كما ينبغي، وقضايا ما تزال بحاجة إلى تأصيل.
- الكتاب غاية في التفكير والتعامل الموضوعي مع المخالف، لذلك فإني أقدمه على كتاب بكار لا سيما للمشتغل بالعلوم الشرعية.
- لو كان لي من الأمر شيء لفرضت قراءة هذا الكتاب على كل طالب علم شرعي وكل باحث في علوم الشرع.
- حمل الكتاب من هنا،
ثم عليك به تربت يداك، وقُل لي: هل أحْدَثَ لديك شيئا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق